نهج محايد وغير متحيّز ومستقل؛ سر قبول اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق
يصف هذا المقال سياق عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق الذي شهد الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات, وحرب الخليج عامي 1990/91 وآثار العقوبات التي فرضت عليه قبل اندلاع نـزاع عام 2003 وانتشار العنف الطائفي. وتجدر الإشارة إلى أن الهجمات الخطيرة العديدة, بما فيها القصف الذي تعرضت له بعثة اللجنة الدولية في بغداد عام 2003 والأخطار التي استمرت في تهديد مندوبيها, دفعت بالمنظمة إلى تقليص وجودها واعتماد أسلوب عمل جديد يُدعم فيه الوجود الحقيقي في الميدان بآليات مراقبة من بعد لأنشطة المساعدة في المناطق الأكثر تعرضا للخطر. ويتجسد هذا الإطار التنفيذي الجديد الذي تأخذ به اللجنة الدولية في المشاريع الهادفة إلى تغطية الاحتياجات الأساسية عن طريق ضمان إمدادات المياه والصرف الصحي ودعم المرافق الصحية. وفي حين تمكنت اللجنة الدولية من تنفيذ برامج متزايدة الحجم والنطاق من خلال أسلوب التحكم من بعد وعمليات الدعم, فإن ذلك لا يمكن أن يحل محل الوجود المادي المباشر في الميدان, ولذلك كان لا بد من تعزيز قبولها لدى السكان من خلال إقامة شبكة من العلاقات والاتصالات. ويرى المؤلفان مع ذلك أنه على الرغم من المخاطر الأمنية الكامنة لا يزال هناك مجال للعمل الإنساني المستقل والمحايد وغير المتحيز في العراق سيرة المؤلف "كارل ماتلي" رئيس بعثة اللجنة الدولية للعراق خلال الفترة من من عام 2005 إلى عام 2007."يورغ غاسر" نائب رئيس البعثة خلال الفترة نفسها.